الجليدي العويني أصيل عائلة من سيرتا الصغرى ( جرجيس/ بن قردان) مولود ببادية الحاج قاسم بعمق صفاقس، درس بقابس، مقيم بالعاصمة منذ أن بلغ العشرين من عمره، ترشيحي بإجازة في التاريخ والجغرافيا ، حامل لماجستير علوم تراث، كتب في الصحافة وأنتج في الإذاعة و أنشد على المنابر ... هل يمكن ان تكون لهجته وتعابيره كمن عشق وغنى في زاوية ضيقة.
منذ أواسط ثمانينات القرن العشرين والجليدي العويني ينشر أغاني العشق فيرددها المغرمون: سلطان حبك ، آنا عاشق يا مولاتي ، ما احلى ربيع شبابنا، كان سلّمت، ريدي رفيقْ العُمْر خلُّوهولي، محبِّة عُمْر، استنيت ما جابك ربيع وشمس، بينك وبيني آه يا ملاقيني. كتاب كاتْبَه والحبْرْ دَمعةْ عيني.
عشق دون انغماس في وصف جسد المعشوقة ودون حرص على إذاعة خبر الوجع والسهر. هو غناء قادم من جرح قديم بتعابير جديدة وعبارات فصحى بتنغيمة اللهجة ..
الجليدي العويني المولود في 03 / 10/ 1960 وناشر ديوانيه « الأغاني المنسيَّه» و «آنا حَزينْ شْويْ» كتب بنبرة أخرى صفحة في ديوان عشق التوانسة.
بين دفّتي هذا الكتاب المفعم بالذّكريات والأنغام والتّرانيم قصائد تونسيّة اختارها وضبطها وشرحها الشّاعر والباحث الجليدي العويني، للتّعريف ببعض الشّعراء، وتخليد ذكراهم، ولإغراء القرّاء والباحثين بالمغامرة في عالم «دفاتر الشّعر الشّعبيّ».
فللتونسيين حكايات مع العشق وزّعوها في قصص لياليهم وخلقوا ثنائيات كعزيزة بنت العلاّم ويونس الهلالي والجازية وولد الخفاجي عامر الذي عاشر الهلاليين و مات في معاركهم من أجل أن يظل قريبا من خيمة حبيبته.
ويأخذ العشق و الغزل الحيّز الأكبر من السّهرات القديمة في غرض يسمّى الأخضر تتراوح فيه القصائد بين العفّة والإباحية.
من هذه المسافة بين الحرمان والإباحة يقدم هذا الكتاب جملة من قصائد وأغاني العشق لشعراء من جهات مختلفة وفي تواريخ مختلفة على مدى القرنين التاسع عشر والعشرين. والقصائد المختارة ليست إلاّ نماذج من مدوّنة كبيرة صاغها وغناّها عشاق كثر.